الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة سقطاته تكرّرت من ملعب الى أخر : اذا أكرمت "الكنزاري" تمرّدا...

نشر في  12 مارس 2014  (21:27)

طيلة مسيرته الثرية نسبيا كلاعب كرة القدم، لم يعرف عن ماهر الكنزاري سابقا مع البقلاوة أو الترجي والمنتخب أو حتى في احترافه بالخليج، لم يعرف عنه غير نقاء السريرة وصفائها من شوائب في العلاقات مع أي كان..فالكنزاري كان معتدلا في مزاجه تماما كما في أدائه كلاعب "وسط" أجاد الربط في علاقاته وهذا ما سهّل لاحقا اندماجه في الساحة التدريبية..
هنا ومنذ حدوث هذا الانتقال في مسيرة سليل مدرسة الملعب التونسي، فان التحوّل كان راديكاليا في تصرّفات "الكوتش" وطريقة تعاملاته ذات اليمين وذات الشمال، فخجل الكنزاري استحال بقدرة قادر الى شراسة بل وتمرّد أحيانا لا يتوانى خلاله عن استعمال اللغة السوقية وتصرّفات بعض الخارجين عن السرب بشكل لا يتماهى مع تاريخه الكروي ولا مكانته الاجتماعية..
الكنزاري والذي لا بد من تذكيره بالمناسبة انه مازال يقتات تدريبيا من فتات انجاز محترم مع منتخب الأصاغر في موندياليتو كوريا الجنوبية منذ سبع سنوات، يجب تذكيره أن مهاراته جفّت عند ذلك الحد، اذ أن ما جناه من تتويجات مع الترجي كان بصفة المدرب المساعد في جلباب كابرال ثم البنزرتي اضافة الى تجاربه مع يوسف الزواوي ودي مورايس...ثم انه "خذل" النادي البنزرتي حين تركه وتحوّل الى السيلية ليجعل لاحقا هذا الفريق في انهيار مستمر ولم ينج الا بقرار استثنائي في الدوري القطري...
الكنزاري أخلّ بواجبه الأخلاقي في قطر وعاد مهرولا الى الترجي بعد أن فرش له رياض بنور الطريق سالكة..غير أنه مني بفشل ذريع بخسارة البطولة والكأس وانسحاب مذلّ ضد اورلاندو بيراتس في دوري أبطال افريقيا علاوة على تهاو مثير في منسوب الأداء...ومع ذلك لم تدم بطالة الكنزاري طويلا بما أن مهدي بن غربية انتشله مجددا من البطالة قبل أن يكرّر الكنزاري السيناريو بالتخطيط فجئيا للهروب نحو الوكرة..وحتى اذا ما نزع الى التكذيب منذ قليل، فان التقارير والمعطيات الوافدة من الدوحة تفيد انه سرّ كثيرا وطار فرحا بمجرّد تلقيه عرضا من الوكرة بل وأبدى استعدادا لا مشروطا للتحوّل مساء الغد على أقصى تقدير وهذا ما جعل ملفه يتفوق على الفرنسي برنار سيموندي...
لن نطيل كثيرا في موضوع اخلال الكنزاري بالتزاماته الأخلاقية كمدرب، فهذا أمر مألوف لدى عدد كبير من الفنيين -الا ما رحم ربّك-، وبالنظر الى التكوين الفني والنفسي للاسم المذكور نجد الحلّ البديهي وهو أن الكنزاري نهل كل هذه الخصال من "عرّابه'" ومرشده الأعلى فوزي البنزرتي ..وهو الذي استنسخ منه أيضا العصبيّة والنرفزة المفرطتين...

كل هذا يبقى شأنا يخص الكنزاري المطالب بمراجعة هذه التمشيات حتى لا تكون "الفصعة" ايتيكات تلتصق به في مستهل مشواره، ولكنّنا سنشير في الجمهورية الى تكرّر سقطاته وامعانه في اتيان تصرفات لا أخلاقية لا تليق به وكانت ابتدأت بلقطة مشينة أتاها في حق جماهير النادي الصفاقسي في مواجهة بلاي أوف الموسم الفارط حين كان مدربا للترجي في مواجهة ملعب الطيب المهيري، هذا دون أن ننسى قبضته البشعة التي وجّهها الى جانب من جماهير ليتوال في رادس حين كان مدربا للترجي وتدخله التلفزي الغريب ذات مساء على شاشة قناة حنبعل في سياق متّصل بحادثة رادس..فجنى منها ردة فعل قاسية عند تحوّله الى أولمبي سوسة كمدرّب لقرش الشمال..لكن قصر ذاكرة الكنزاري أو لنقل على وجه التحديد تماديه في وقاحته جعله يتجرأ اليوم في ملعب زويتن على البصق- عافى الله الجميع- في اتجاه جانب من جماهير ناديه ممن ساءهم اكتفاء النادي البنزرتي بانتصارين فحسب من جملة عشرة لقاءات درّب فيها الفريق في سباق البطولة...
كل هذه التطورات الحاصلة في ظرف وجيز جعلت الكنزاري -وبمنتهى الصراحة- منبوذا رياضيا واعلاميا طبعا الا في منظور من اعتادوا مجاملته لأسباب لا يعلم الا الله غايتها..ولذلك فانه مطالب بمراجعة ذاته والتخلّي عن شوائب كثيرة ومنها التظلم المفرط وتشكيه من نظرية المؤامرة مثل حديثه منذ قليل عن حكاية "حبة الطماطم التي قد تفسد الصندوق" في معرض تلميحه الى الانتقادات التي تصله من جماهير "السي.آ.بي" وما شابهها من تعلات ما أنزل بها الله من سلطان..نورد كلّ ذلك حتى لا تقصر مسيرة ماهر أكثر من اللزوم ولا يصحّ فيه القول انه تمرّد على من أكرم وفادته..فهو وان خانته الذاكرة استفزّ جمهور بنزرت ويخطط لهروب ثان في غضون سنتين..كما أنه بات منبوذا عند جماهير النجم والسي آس آس وتعالى عن مهده الأصلي "البقلاوة" رافضا تدريبها في وضعها الحرج..وقاضى الترجي...ولهذا فانه بات قاب قوسين أو أدنى من "سقوط حرّ" في وقت يدرك فيه مسبقا فحوى "صندوقه الأسود" قبل نزول طائرته اضطراريا...
طارق العصادي